من كان بلا خطيئة

كان لتنصيب السيد الرئيس عمر البشير قبل يومين عدة معاني فالان هو رئيس ديمقراطي منتخب من قبل الشعب عبر انتخابات حرة لم تجرمن قبل عشرون عاما هو الان رئيس للسودان في فترة مرحلية حرجة اما ان يظل السودان موحدا او يصير دويلات صغيرة اما متناحرة او متنافسة او فاشلة. اذا هي مرحلة رئاسيةمفصلية فى تاريخ السودان لم ولن تحدث مرة ثانية. اذن السودان مقبل على فترة مفتوحة ومفتوح فيها كل الخيارات فاما ان تصدق نظرية كوندليزا رايس بشرق اوسط جديد فيه
يصبح السودان خمس دويلات تستطيع بعدها اسرائيل ان تنفذ مخططها القديم المتجدد والقاضى بسيطرة اسرائيل من الخليج الى المحيط .فما تواجد اسرائيل القوى الان فى كل من اثيوبيا ويوغندا وكينيا الا دليل على تلك النظرية.فالمتفحص الى خارطة السياسة العالمية الان يجد ان الاحادية القطبية تجزرت وصارت واقعا لا يختلف فيه اثنان.
الرئيس المنتخب يواجه ايضا فى هذة الفترة تبعات وتداعيات المحكمة الجنائية الدولية, وكان اول امتحان لذلك دعوة رئيس جنوب افريقيا للسيد الرئيس لحضور افتتاح العرس الكروى الكبير كاس العالم ببلده ولكن وفى مخالفة صريحة للتكتل الافريقى الذى وقف ضد قرار المحكمةالجنائية حيث قدم الدعوة للسيد الرئيس ثم اتبعها بانه سيعتقل فى حال حضوره المونديال.
اذا فالمرحلة الرئاسية الان فيهاما فيها من قرارات ضخمة وكبيرة :
اولا :
انفصال الجنوب وفيه ما فيه من تداعيات , هل سيصبح جنوب السودان امتداد طبيعي لشمال السودان ,هل ترسيم الحدود
سيمر بسلاسة دون قنابل عنقودية وما هو القرار الذي سيتخذ في هذه الحالة ,هل ستكون حرب شاملة ام حرب باردة ام حرب علي الحدود ام حالة لاحرب ولا سلم , ما هو حال القبائل الرعوية العربية الموجودة على الحدود كيف ستقسم مياه النيل هل سيظل نصيب السودان الشمالي 18 مليون لتر مكعب من المياه كما هو الحال قبل انفصال الجنوب ام سيقسم بينهما وكم ستكون النسبة لكل منهما وهل سيرضى كل منهما بهذه القسمة .
ثانيا :
التعامل مع قرار المحكمة الجنائية الدولية كيف سيتم التعامل معه هل بالرفض القاطع وفي هذه الحالة كيف سيتم التعامل في بعض الاتفاقيات الدولية التي تتطلب وجود رئيس الجمهورية .
ثالثا:
الديمقراطية وتعدد الاحزاب فبعض هذه الاحزاب ناشذه وبعضها له تعاملات خارجية مشبوهة وبعضها منقسم ومنكفئ على نفسه .
اذا هي مرحلة مفصلية ومرحلة رئاسية زاخرة وحبلى بالاحداث غير انه عودنا دائما السيد الرئيس انه دائما موجود وحاضرا لاتخاذ كل القرارات الحازمة والمناسبة التي ستعبر بالسودان الى بر الامان .
كان الافت عدم حضور اغلب رؤساء الدول العربية وبعضها كان تمثيله باهتا لايرقى الى هذا الحدث الضخم وكأن ديمقراطياتهم المنشــــأة في بلادهم واصلة حد الكمال , ومن كان بلا خطيئة فليرمها بحجر .