بين الحلم والذكرى-فاروق جويدة

قالت : سابقيك فى عمرى ذكرى ..

قلت : سابقيك فى قلبى حلما ..

قالت : وماهو الفرق بين الحلم .. والذكرى ؟

قلت : اذا صار الحب ذكرى . فذلك يعنى اننا اسدلنا علية الستار .. وواريناة فى

جزء عزيز من قلوبنا .. ودخل فى نطاق ذكرياتنا ..

اما اذا بقى الحب حلما .. فذلك يعنى اننا ما زلنا ننتظر عودتة واننا قررنا مع

انفسنا ان نبقية داخلنا ربما تتغير الظروف وتتبدل الاحوال ونستطيع ان نحقق

حلمنا فية ..

قالت : معنى هذا ان الحب يبقى فى الحالتين .. الحلم والذكرى ..

قلت : ان البقاء لايعنى القيمة داخلنا ..لاننا احيانا بيقى على بعض الاشياء

ورغم انها انتهت وتلاشت .. ولكن بقاء الحلم يختلف تماما عن بقاء الذكرى ..

ان الذكرى هى الامس والحلم هو الغد وهناك فرق كبير بين انسان يمشى

للوراء واخر يمشى للامام ..

هناك فرق بين من يعيش ذكريات الماضى ومن يتصور احداث الغد .

فاذا كنت قد اصبحت عندك ذكرى فذلك يوكد ان الاشياء انتهت عندك ..

رغم انها مازالت باقية عندى .

قالت : ولكننى مازالت احبك ..

قلت : هل هو حب الذكرى .. ام حب الحلم ؟

قالت : وماهو الفرق ؟

قلت : اذا كان حبك لى ذكرى .. فهذا يعنى اننى اخذت جزءا من ايامى ومضيت ..

اما اذا كان حبك حلما فهناك امل ان يعود الحب بيننا يوما .

قالت : وانت تدرك قسوة ظروفى .. وحياتى ..

قلت : ولكن الحب يبقى رغم كل الظروف .

قالت : اننا نظلم الحلم كثيرااذا فرضنا علية اشكالا من الحصار والتعسف وطالبناة

ان يبقى مشرقا ومضييئا ..وكيف نطلب بقاء الحب وكل الاشياءتحاربة و تفقدة

القدرة على المقاومة ؟.

لا اتصور انسانا احبة .. ولا يستطيع ان احبة كما اريد واتمنى

ان للحب طقوس ومسئوليات ولايستطيع الانسان ابدا ان يعيش حبا فى حصار ..

قلت : ولكن الظروف احيانا تكون الاختبار الحقيقى للمشاعر ..

قالت : هناك فرق بين ظروف تختبر وقدرة الاشياء وظروف اخرى تغتال وهذة

الاشياء .. ففرق كبير بين ان تختبر صحة انسان فى لعبة رياضية .. وان تختبر

صحتة فتلقى على راسة حجرا يقتلة ..

والظروف القاسية فى احيانا كثيرا تقتل الحب .. وتدمر المشاعر..

قلت : لقد حاربتنا الظروف اكثر من مرة .. وكانت صعبة وقاسية . وبقى بيننا

الحب . لقد حملتنا بلاد اللة شرقا وغربا ووضعت امامنا الاف السدود . ورغم هذا

تجاوزنا كل شى واجتمعنا مرة اخرى ..هل كان فى فى حسابك بالامس القريب

ان نكون معا الان ويدور بيننا هذا الحوار ..

قالت :ولما اتصور اننا سنلتقى امام هذة الظروف ..

قلت : والتقينا .. ان هناك ارادة للبشر .. تحكمها اخلامهم وظروفهم

ومسئولياتهم فى الحياة .. وهناك ارادة للقدر لايستطيع الانسان ان يدرك

حدودها.. لقد قررت انت ان اكون فى عمرك ذكرى ..

وقررت انا ابقيك فى قلبى حلما ..

وربما كان للا قدار قرار اخر ..



فاروق جويده

بين الحلــــــــــــم والذكـــــرى