المفكرالاسلامى اركون

بعد نصف قرن قضاها معتكفا فى معابد البحث والكتابة رحل المفكر الجزائرى الامازيغى الكونى محمد اركون ............. وبرحيله انهد ركن من اركان المعرفة ،ولد اركون فى العام 1897فى الجزائر ثم هاجر الى فرنسا وهو من رواد المدرسة السيريالية واتخذها كمدرسة للكتابة الجديدة ..........وانفتح سيل من الاسئلة بلا هوادة ............هل كان اركون احد المستشرقين الجدد ؟؟؟؟هل كان مفكرا مجددا ممن فتحوا مسارب العقل وتجددالعقائد؟؟؟؟؟؟؟؟؟ام انه كان مقلدا تنكب طريقا ساره المعتزلة قبل الف عام عندم اخضعوا النصوص الدينية للمساءلة العقلية ؟؟؟؟ ام كان صاحب(الفلسفة العرقونية) ممن تاثروا بالمذاهب الفكرية والثقافية الغربية ................دون تمحيص .
هل كان اركون (وحش )العلوم الاسلامية الذى خبأ مثقفا نخبويا صعب على عشاقه واعدائه على حد سواءفهم واستيعاب منظومته الفلسفية ؟؟؟؟؟؟؟؟وانتقاده الى حد التكفير بعد ان اخضع التراث الدينى للتحليل والدراسة وفقا لاحدث المناهج العلمية من لدن الانثربولوجياواللسانيات؟؟..........
اى كانت الاجابات ..فثمة حقائق تطل براسها فى وجه الاسئلة مفادها ان الجزائرىالذى اطال الوقوف كثيراعلى الجانب المقابل للمفكرين التراثيين التقليديين ممن غرقوا فى اضفاء القداسةوالقيود امام الفكر والتراث العربى والاسلامى فى عالم تغيرت بيئته الفكرية......
كما يحمد له اثارته بهذاالمنهج للعديد من القضايا الجدلية الخلافية.........التى تحفز العقول كى تفكر وتجتهد.........اتفقت او اختلفت معه.
.................اماالحقيقة التى لا يجب التنازل عنها فهى ان ما تركه المفكر اركون الذى عايش فى باريس احدث النظريات النقدية فى العالم يمثل فكرا ذات قيمة قدم من خلاله دفاعا مثاليا عن الاسلام ضمن مانعته هو (ضرورة تزويج مفهومى الاسام والحداثة).
عاملان اساسيان وقفا حجرة عثرة امام نضوج مشروع اركون الفكرى وذيوعه وانتشاره رغم عمقه .........اولهما جنوح اركون الى مداخل عصية صعبة الفهم والتناول ...........ثانيهما هروبه غير المبرر من الكتابة بالعربية معللا ذلك بخشيته من تعاظم الالتباس وبأن الناس (فى العربية)يفهمون القول بغيرقصده ..................ولعل ذلك مادعاه ويدعونا للشعور بالالم والاحباط جراء عدم فهم افكاره على النحو الصحيح
...............لكن يظل اركون رجل امة.
محمود حقار