شعب الله المختار

Subject: شعب الله المختار
عندما خرج (أدولف هتلر) على العالم بفكرة التمييز العنصري على اساس ان
الجنس الجرماني هو الجنس البشري الوحيد المميز، وان الشعب الالماني هو
وحده الشعب (المختار) وان الحضارة لن يكتب لها الاستمرار والبقاء الا
بمحافظة الجنس الجرماني على نقاء عنصره، واستخدمت المانيا النازية القوة
الغاشمة المطلقة المتطرفة في سبيل تحقيق ذلك، ومعروف ...تاريخيا ماذا كانت
نهاية المانيا النازية.

وخرجت الولايات المتحدة الامريكية على العالم، بعد استقلالها عندما كانت
مستعمرة بريطانية، لتعلن عن تمييزها العنصري، اذا اعلنت الولايات المتحدة
انها الدولة الوحيدة التي (اختارها) الله تعالى لتنقذ الحضارة الانسانية،
وانه لولا الولايات المتحدة الاميركية لما امكن الحفاظ على الحضارة
المسيحية؟؟

وخرج علينا الكيان الصهيوني في اعظم فرية تاريخية –دينية ليعلن ان اليهود
هم (شعب الله المختار)؟؟ وانهم الشعب الوحيد الذي اختاره الله لانقاذ
البشرية وقد نجح اليهود وقد نجح اليهود في غسل عقول اوروبا المسيحية
مستخدمين في تثبيت مزاعمهم، مفاهيم توراتية مقلوبة مزيفة، حتى صدق الغرب
ان يهود القرن العشرين هم شعب الله المختار، ووقف الغرب كله مع الكيان
الصهيوني ومنحه كل صنوف التأييد السياسي والعسكري والمادي مما مكن الكيان
الصهيوني من تنفيذ مؤامراته وطرد الشعب الفلسطيني من ارضه وترابه الوطني،
ثم افتعال دولة اسرائيل، ومنذ عام 1948 وحتى ساعة كتابة هذه السطور
والكيان الصهيوني يمارس اقصى وأسوأ صور التفرقة العنصرية ضد الشعب
الفلسطيني.


وسارت الاقلية البيضاء في جنوب افريقيا في ممارسة وتطبيق نظرية التمييز العنصري على الاغلبية السوداء هناك.

وقد سقط نموذجان:

الاول: المانيا النازية التي كانت على وشك احكام قبضتها على العالم تحكمه بفلسفتها ونظريتها العنصرية.

الثاني: جنوب افريقيا، التي اختارت التخلي عن سياستها العنصرية والتفرقة المزعومة التي كانت تمارس ضد السود هناك.

وبقي نموذجان:

الولايات المتحدة الامريكية، وهي دولة عنصرية حتى النخاع، ولا ينخدع الناس
بمزاعم المساواة والديمقراطية والحرية التي (كانت) الولايات المتحدة
الامركية ترفع راياتها قبل 11 سبتمبر 2001 فالكل يعرف ان امريكا دولة
عنصرية تمارس عنصريتها على الجميع، وقد بلغت امريكا اليوم القمة في كل
شيء، في العلم والاقتصاد والقوة الطاغية والعنصرية المقيتة، لكن ستنطبق
عليها سنة الله تعالى.

اما الكيان الصهيوني فهو كيان عنصري غريب يمارس التفرقة العنصرية والقوة الغاشمة ضد الشعب الفلسطيني والشعوب العربية المسلمة.

انه ليس هناك ثمة جنس خالص نقي لم يمتزج بالاجناس البشرية الاخرى، ذلك ان
الحضارة الانسانية لم تكن في اي وقت من الاوقات من صنع امة معينة او دولة
محددة او وقفا على جنس دون سائر الاجناس، لكن الحضارة هي عطاء الانسانية
ساهم فيها كل جنس بنصيب وتناقلتها الاجيال.



وبمناسبة الحديث عن الحضارة فان اليهود القدامى، او يهود القرن العشرين
الذين حاولوا خداع العالم بأنهم امتداد لليهود القدامى، هؤلاء واولئك لم
يكن لديهم حضارة، ولم يساهموا في الحضارة الانسانية بأي نصيب، واذا كان
لهم حضارة فليدلونا عليها، واذا ساهموا بنصيب في الحضارة الانسانية
فليقولوا لنا: اين هذا الاسهام الحضاري الذي اغفل تاريخ البشرية ذكره؟

وختاما..

فالمرء لا يملك الا القول اننا امام (عصابة) مكونة من مجموعة من اللصوص،
يستخدمون دعاوى لا اصل لها في علم الاجناس البشرية، وذلك من اجل سرقة
الاجناس البشرية الاخرى وتزييف التاريخ البشري للحياة.

انه ليس لله شعب مختار، وان كل الذين زعموا انهم شعب الله المخار، او ان
الله اختارهم ليقودوا البشرية، كلهم –ونماذج الحياة البشرية موجودة
امامنا- كلهم ذهبوا الى مزبلة التاريخ، والذين يتزعمون اليوم التفرقة
العنصرية المزعومة والتمييز العنصري الزائف، فانهم ستنطبق عليهم سنة الله
التي لن تجد لها تبديلا ولا تحويلا

المصدر
الاخطبوط الصهيوني، الفريد لليلنتال، تعريب الدكتور محمد الحسيني، دار العلم للملايين، بيروت، لبنان، الطبعة الاولى، سبتمبر 1979.
2- تراث العالم القديم، و.ج. دي بورج، تعريب زكي سوس، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1999.
3- اليهودي العالمي، هنري فورد، تعريب خيري حماد، دار الافاق الجديدة، بيروت